وداع
أجب أيها الصرح الذي خف نازله أما ثم عيدٌ غيرَ هذا تُزاوله ؟ أفي كل عامٍ تستميل مودةً وتتركُ حُبا لا تزال منازله ! عزيزٌ علينا البين يا صرح مالكٍ وصعبٌ على جنبِ الهوى ما تحاوله فياليتنا لم نعرف الودَّ ساعةً لكيلا تسوء القلبَ منه معاقلُه فإن الهوى يا جاهلاً بعض شأنه لتحلو على مرأى المحب أوائله إلى أن يصير القلب فيه متيماً يلاقيه غدراً وهو لا شك قاتله ولولا جِماحٌ بينَ جنبَي مريدِهِ لخوضِ المنايا ما أتاهُ يُنازِلُه ! فها أنا ذا أرخي زماماً و أتقي من البينِ ديناً لا أزال أماطله أمالكُ .. ما كان البقا فيك والنوى خياراً فأستثني الذي لست آملُه وإني إذا ما اخترت فيك قوافياً فدىً لك قبل البيتِ يا دار قائله لقد كنت سقفاً صالحاً ما استظلَّهُ سوى من تحلت بالصلاح شمائله و ما كنت ممن يجحد الفضل اهله رعى الله من لا يعرف النوح كاهله أشَيخيَّ ليت البحرَ كان مدادَنا لنُنصِفَ صرحاً لا تُعدُّ فضائله وهل ليبابٍ مجدبٍ ،، صار جنةً وفاءٌ إلى الغيثِ الذي امتنَّ وابلُه ويا صاحبا أدنى من الروحِ حِلّهُ وأبعد من بدر السماء تناولُه هنيئا إذا حلت ركابك إنني مدى الدهر لا أقصي وفيًّا أقابله ولا تخشَ هجراناً فقلبي